[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والدة إسلام تشكو ظلم ضباط الداخلية
جاكلين منير ـ الإسكندرية
بعد أن أعلن الأطباء أن إسلام قنديل الشاب ذو الخمسة والعشرين ربيعاً فى حالة خطرة، وقد لا ينجو من حروقه البالغة، تنتظر أسرته والآلاف من أهالى شارع 45 بالعصافرة، معرفة مصيره، وما ستسفر عنه تحقيقات النيابة. إسلام قال لمدير النيابة صباح اليوم الثلاثاء، إن الضابط أحرقه بولاعة، ثم منعته حالته الصحية من مواصلة الكلام. بينما أخلت النيابة سبيل الضابط محمد إسماعيل الذى تحفظ على توك توك إسلام قبل أن يحترق.
اليوم السابع التقت بأسرة إسلام التى تسكن بمنطقة العمراوى إحدى الأحياء الفقيرة بالعصافرة والقريبة من شارع 45 ،كانت الأم جالسة على الأرض تبكى وتشكى ظلم ضباط الداخلية، الذين روجوا أن ابنها أشعل النار فى نفسه، وتقول "الضابط هو الذى أحرق ابنى بولاعة أشعلها فى ظهره" وتؤكد على كلامها بأن الطبيب فى مستشفى رأس التين العام أخبرها أن 90% من الحروق الخطيرة تقع فى ظهر إسلام، وفى رأسه وعلى ذراعيه من الخلف.
وتروى الأم ما حدث فى اليوم المشئوم قائلة:
ابنى يعمل على توك توك، هو مصدر رزقه الوحيد، وكان ضباط المرور قد سحبوا منه التوك توك قبل العيد بعدة أيام، لكن مالك التوك توك أشفق عليه بسبب ظروفه العائلية ووافق على تسليمه إليه مرة أخرى، وفى اليوم المشئوم أصر النقيب أحمد إسماعيل على أخذ التوك توك من إسلام ابنى، وظل إسلام يستسمحه لإعادته له، حتى أنه انحنى وقبل قدمه، إلا أن الضابط لم يرحمه ولم يترك له التوك توك.
وتستطرد الأم إسلام ابنى كان يخشى أن يتم سحب التوك توك مرة أخرى فى أقل من أسبوعين، ووضعه فى "الحضانة" لأن هذا معناه قطع عيشه ودفع غرامة أرضية، ومنعه من العمل مرة أخرى، لأن صاحب التوك توك لن يسمح له.
و أضافت ابنى لم يشعل النار فى نفسه و إنما لضيق الحال ولأنه العائل الوحيد للأسرة هدد فقط بحرق نفسه وسكب على نفسه جركن البنزين، لكن الضابط أشعل فيه النار من الخلف. وطالبت الأم المكلومة برؤية ابنها والاطمئنان على حالته، لأن زيارة إسلام ممنوعة بأمر الأمن ، وكنوع من الضغط على عائلته للقول بأن الشاب كان يحاول الانتحار.
تركنا الأم التى لم تتوقف عن البكاء طوال حديثنا معها وتوجهنا إلى والد إسلام الذى كان يجلس فى حجرة مجاورة.
قال والد إسلام إن الأسرة كلها كانت تعتمد عليه فى توفير تكاليف المعيشة باليومية البسيطة التى يتقاضاها، والتى تتراوح ما بين 4 جنيهات و7 جنيهات، فالوالد قعيد الفراش ولا يعمل نظراً لظروفه الصحية، و الأبناء الثلاثة الآخرين لا يشاركون إسلام فى تحمل هذه المسئولية، لأنهم منشغلون بحياتهم الشخصية وأولادهم.
واستطرد والد إسلام إلا أن كل ما قيل حول أن إسلام أحرق نفسه غير صحيح. وتساءل هو علشان هو ضابط وأنا ابنى غلبان يفتروا عليه؟
أما محمود محمد شمندى، ابن عمة إسلام، ويعمل سائقاً على ميكروباص بمنطقة الساعة أشار إلى أن ضباط المرور يفرضون إتاوات على السائقين يومياً، خاصة فى الشوارع الجانبية بعد تهديدهم بسحب السيارة ووضعها فى الحضانة والتى تصل الغرامة بها إلى 1000 جنيه فى مقابل الاستيلاء على إيراد اليوم مهما كانت قيمته المالية، وكذلك دفع غرامة بمبلغ 50 وتحرير إيصال لها بمبلغ 25 جنيهاً فقط.
التقينا أيضاً مع بعض سائقى التوك توك شهود العيان الذين أقروا بأن إسلام هدد بحرق نفسه وسكب عليه وعلى التوك توك جركن البنزين، فما كان من الضابط إلا أن أخرج الولاعة وقال له، عاوز تحرق نفسك، أهو وأشعل الفتيل وحرقة من الخلف فاندلعت النار بإسلام. وأثناء محاولته إطفاء نفسه احترقت يداه الاثنتان.
من ناحية أخرى هدد أكثر من مائة مالك توك توك، ومائتين سائق بالمنطقة برفع بلاغ للنائب العام يشكون فيه عنف قوات الأمن تجاههم، ويطالبون بترخيص التوك توك فى الإسكندرية، لأنه دخل إلى البلاد بتصاريح رسمية.
ومن جانبه أشار ماجد أبو السعود، وكيل نيابة المنتزه ثان إلى أن حالة إسلام ميئوس منها، وأن النيابة قد تمكنت من استجوابه صباح اليوم بصعوبة بالغة، حتى أنه كان يدخل فى حالات غيبوبة مستمرة، وبسؤاله أقر بأن الضابط محمد إسماعيل، ضابط المرور، هو من قام بإشعال النار فيه عمداً وأنه كان ينوى التهديد فقط خوفاً من سحب التوك توك، الذى يعتبر المصدر الوحيد لرزق عائلته.
يذكر أن المنطقة التى وقع بها الحادث محاصرة أمنياً منذ أمس الاثنين، وينتشر رجال الأمن فى شوارع 45 و 30، وخاصة فى أماكن تجمع سائقى التوك توك، ويقول شهود العيان أن الكثافة الأمنية هدفها الضغط عليهم حتى لا يشهدوا بأن الضابط هو المسئول عن حرق إسلام.